الرئيسيةتحليلات

ماذا تفعل في أنقرة ؟

ماذا تفعل في أنقرة ؟
ندرك جيدا أن للسياسة فنون وقد يتجاوز العواطف أيضاً ، المهم هو تحقيق أهداف محددة وغير محددة خاصة وعامة ، وليست غريباً أن نجد صور متعددة للعلاقات بين الدول  في الحرب والسلم، العلاقات تتطور  حركات التحرر الوطنية، الاحزاب السياسية وبين إدارة المستعمرة والمستعمر، النتيجة هناك علاقات دبلوماسية تتبادل بين الأطراف وفق مصلحة وعلاقة ترابط معنية، يذهب الباحثين في السياسية إلى أن كل العلاقة ومحور العلاقة هي التي تحدد النتيجة والهدف، فبما أذا كان المصلحة العامة هي الغالبة أ الخاصة.
سألني ولدي البالغ من العمر خمسة عشر سنة، حينما كنت اتابع نشرة للأخبار وهو بجانبي،  وكان صورة رئيس إقليم كردستان السيد نجيرفان برزاني في ضيافة المجرم أردوغان في أنقرة ، وهو يمدح و يثني على دور نجيرفان في المنطقة ” فكان سؤال ولدي ” أبي أليس تركيا تقتلنا وهي التي هاجمت عفرين و قطعت أشجار الزيتون ونحن اليوم نعيش في مخيمات التهجير القسري في مناطق الشهباء ، لماذا يذهب نجيرفان برزاني إلى أردوغان ..؟
أو ليس أردوغان وحكومته يدعمون داعش …! لم أعرف بماذا اجيب، تعجز الكلمات و التبريرات السياسية ومهما كانت طبيعتها  في مثل هذا الموقف..؟
هل يعقل الخضوع للعدو إلى هذه الدرجات ، خدمة العدو وليس خدمة شعبه ، بل محاربة أبناء وطنه وخصوصا حركة تحرر كردستان، فقط لأجل ارضاء العدو وتحقيق مصلحة خاصة، هل يعقل الوصول لهذه الدرجة من العبودية، ‏لقد تحول حكومة إقليم كردستان إلى مجرد أداة لتنفيذ أجندات الاحتلال التركي، وأداة بأيدي الاحتلال لتمرير مشاريع استعمارية في المنطقة افكار واجوبة كانت تراودني في كيفية الاجابة البسيطة تتناسب مع عمر ولدي.
تساؤلات أخرى راودني، لماذا في هذه المرحلة وفي هذا التوقيت يحصل هذا اللقاء الحميمي في وقت يحارب فيه شعبنا تنظيم داعش الذي يموله ويدعمه أردوغان وفي وقت يسقط في العشرات من الشهداء في مواجهة جيش الاحتلال ومرتزقة اردوغان والتنظيمات الارهابية التابعة للنظام التركي المجرم.
لماذا ذهب السيد برزاني إلى أنقرة هل الأمر متعلق بتوجيه معين أم بعلاقة معينة من العلاقات السياسية والدبلوماسية بين الحميمين النظام التركي وادارة هولير؟
كان في وطني مراسيم 121 شهيداً الذين دافعوا عن كرامة الوطن وهم يوجهون إرهاب الدولة التركية ومعها مرتزقتها.
نعم يا سيد نجيرفان برزاني كان هناك مراسيم 121 شهيد من أبناء وطني ، هؤلاء هم المقاومة، هؤلاء من واجهوا الاحتلال وجها لوجه، هؤلاء هم من رابطوا وضحوا وصمدوا وصبروا.
توقيتك لمديح اردوغان وبناء العلاقات والدبلوماسية لم يكن مناسباً لك ولمقامك ولشخصيتك ولوطنك ولقوميتك، كان من المفرض أن تكون في مكانٍ أخر وتخطب بخطاب أاخر لكن لا يعتري الشك العلاقة الحميمة  التي لطالما كانت طاغية على كل ما اسلفنا ذكره .
ينجح أعداء الشعب الكردي  في بناء مثل هذه العلاقات التي تطغى على كافة الاعتبارات، تلك العلاقة التي اثرت بشكل مباشر على العلاقة بين الأخوة بشكل مباشر كما انها اثرت على كافة الاصعدة خاصة الصعيد الكردستاني الذي اصبحتم فيه منعزلين كردستانياً ولو كان الشكل لا يبدو كذلك.
في اجابتي لولدي قلت له ” هذه العلاقات بين هولير وانقرة بين رئيس الاقليم الكردي وبين رئيس دولة الاحتلال التركي الذي احتل جيشه منزلنا وشوارعنا وارضنا وزيتوننا، هذه العلاقات بين اصحاب الاموال والتجار يبيعون ويشترون لديهم بازاراتهم، لا يهمهم عفرين ولا شعب عفرين ولا يهم سوى ربحهم، هم لا يتحدثون عن شهداء سجن الحسكة، ولا عن سبل مواجهة التنظيمات الارهابية التي احتلت كوباني قبل الأن، في خطابهم يتحدثون عن النفط، الشركات والأموال والطعام”.
بالمختصر كانت هذه اجابتي لكن ما خفيته في داخلي كان اعظم وأكبر من أن يستوعبه عقل ولدي أنه قصة وطن وشعب.

أمين محمد عليكو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى