الرئيسيةتحليلات

آذار…… شهر المقاومة و الأعياد

آذار شهر الخير و العطاء و بداية الربيع بنسيمه العليل و ثوبه الجميل الملون الذي يمحي كل آثار الفصل السابق بقساوته و برده و تنبعث الحياة من جديد بأزهارها الملونة…. و كيف لا يكون آذار شهر العطاء و هو يحمل في احشاءه عيد النوروز حيث الاحتفالات تعمّ أرض الآلهة المقدسة و تطل عشتار من عليائها لتنبعث من جديد بروح ساكينا جانسز… و بيريتان…و آرين ميركان.
أما بالنسبة ل ب ك ك الأمر مختلف بالأضافة إلى كون آذار شهر الخير و العطاء هو لديهم شهر المقاومة منذ ان اعلن مظلوم دوغان صرخته :المقاومة هي الحياة…..و الإاستسلام هو الموت .
بالرغم من من التعذيب الجسدي و النفسي الذي تعرض له و الذي له و الذي يفوق التصور و الوصف فتحولت السجون إلى ساحات نضالية فكانت احتفالية مظلوم دوغان بالنوروز بين جدران الزنزانة عام 1982 جعلته يستحق بجدارة اسم كاوا العصر و أثبت بما لا يقبل الشك أن الأبطال يولدون مرتين و حوّل السجن ليس فقط ميدان للمقاومة بل ميدان اتحقيق النصر …. و هنا تكمن المفارقة أن ينتصر الشهيد على قاتله بالخلود و أن يكون السجين المعذّب حراً اكثر من سجانه طبعاً لا غرابة في ذلك لأن عدالة القضية كفيلة بقلب المعادلة هي قضية شعب مهدد بالأبادة من خلال العبودية و التبعية و التسلّط و الأنهيار الأخلاقي و الممارسات القمعية لأجهزة الدولة الفاشية القوموية التركية لذلك تجاوز ب ك ك حالة الأنغلاق في القومية الكردية بل أنطلق منها ليؤكد المضمون الإنساني للقضية و ينادي بحرية الشعوب و بيان الحقيقة و ترسيخ مبادئ العدالة من منطلق المساواة بين الشعوب لذلك انطلق ب مجموعة من الشباب الذين شكلّلوا النواة الأولى و الرواد الأوائل لصياغة معالم الشخصية المناضلة من امثال حقي قرار ,محمد خيري دورموش ,كمال بير, مظلوم دوغان , معصوم قورقماز (هفال عكيد) الذي قام بدور ريادبي في التبشير للثورة و الدعوى لها و المباشرة الفعلية بمرحلة الكفاح المسلح و تنفيذ العمليات النوعية ضد الجنود الأتراك بالرغم من كل الظروف القاسية من قلة الدعم و التموين و الطبيعة الجغرافية الوعرة لمناطق العمل و أصبح اسم الكيريلا علامة مميزة بعد أن سادت الثقافة الإنهزامية أوساط المجتمع استطاع هؤلاء الشباب بشهادتهم إيقاظ الضمائر و إعادة الأمل و فرض معادلات جديدة و السير قدماً و الثبات و تستمد العزم من قادتها فكان الرد على استشهاد الرفيق حقي قرار كان إعلان حزب العمال الكردستاني و شهادة الرفيق عكيد (معصوم قورقماز) كان أعلان ا ر ك ك و مع استشهاد الرفيق خبات ديريك اصبحت وحدات حماية الشعب ي ب ك اكثر اصراراً فعقدت كونفرانسها الأول عام 2013 و أقرت نظامها الداخلي و حددت أبعاد موقفها السياسي.
و قول الرفيق مظلوم أن المقاومة حياة هذا يعني أن الأمة تعيش المقاومة في حياتها الطبيعية و في السلوك اليومي و في عمق ثقافتها و ليس كحالة طارئة تمليها الظروف و حالات الضرورة كمظلة تطوى و توضع جانباً بعد أنتهاء المطر لأن المقاومة الحالة التي تمّكن الأمة من اكتساب مناعة في الفكر و الثقافة أمام محاولات الصهر في بوتقة الأمم الاخرى و الصمود بوجه الأبادة الثقافية و الأستئصال و الاجتثاث من التاريخ و الجغرافيا.
و المقاومة في الأطار الوطني تتطلب التضحية و نكران الذات و المبادرة لتحقيق الأهداف الإجتماعية المتصلة بقضية الوجود و التأسيس لبناء المجتمع الأخلاقي السياسي ضمن إطار الحرية و العدالة و المساواة والأخوّة و السلام بدل القمع و التسلط الذي تنتجه الدولة من خلال مؤسساتها باستلاب حرية الافراد و خصوصياتهم لصالح الكيان السياسي اللا مجتمعي بدعوى السيادة و الأمن القومي و اصلاً يقوم على ادارة المؤسسات طبقة من الطفيليين العائشين على حساب الأافراد محصنين بالمؤسسات الأمنية التي تصبح مصدر خوف للناس بدل أمنهم و كذلك تحميهم قوانين قاصرة عن استيعاب حركة الحياة الطبيعية قد وضعت أصلاًلحماية مصلحة طبقة معينة فاسدة و تكون النتيجة النيل من ارادة المجتمع و تدجينه و كسر ارادته و منعه من إدارة شؤون حياته بنفسه
و هنا يأتي دور التضحية و نكران الذات بأعتبارها قمة هرم النظام اللا اخلاقي للمجتمع و هو الذي يجعله يستعيد اخلاقياته الاجتماعية الكومينالية و ارادته الحرة و بين العبودية التي يتم فيها استلاب هذا الحق . لذلك يجب أن تستند السياسة الى ثوابت اخلاقيه تعترف بالحقيقة الاجتماعية و حق الوجود.
و هذا يؤكد عليه القائد عبدالله اوجلان في سوسيولوجيا الحرية حين قال: “أن اي مجتمع يفقد الأخلاق و السياسة فأنه يفقد الحرية”
و هنا لابد أن نذكر أن اعتبار المقاومة عمل مسلح فقط هو اختصار لمعنى المقاومة و الصحيح أن العمل المسلح أحد وجوه المقاومة أما الوجه الآخر و هو المهم هو المسؤولية التاريخية لأن ما يشار اليهم اليوم كأمة هم جيل الحاضر فقط و هو أمام مسؤوليه تاريخية لأن ما يتركه وراءه سيشكل ميراث الجيل اللاحق لذلك يكون الحد الأدنى للمقاومة أن تضمن استمرار وجود ألامة في مستوى الصمود الثقافي و الاجتماعي لذلك فإن استمرار النضال مستقبلاً يستمد قوته من مصادر التاريخ و التراث كأرضية متينة و منطلق وطيد الأركان. كما قال القائد عبدالله أوجلان:
“لنتلم من التاريخ و نحارب عن طريق الفكر”
الكاتب :هوزان جان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى