الرئيسيةتحليلات

إنتفاضة 12 اذار

يتمتع شهر آذار بمكانة عظيمة في تاريخ شعبنا المقاوم فهو شهر البطولة و المقاومة ضد الظلم و الاضطهاد و هو شهر الانتفاضات العظيمة دائماً يأتي حاملاً معه الأمل و التفاؤل بكل ما هو جديد و بكل ما يؤدي إلى زوال و إنهاء الظلم و الأضطتهاد

ففي شهر آذار حدثت انتفاضة 12 آذار و التي كانت بمثابة نقلة نوعية على صعيد الحراك السياسي و الأجتماعي و جسدت إرادة شعبنا يرفض كل اشكال القمع و الاستبداد,شعبنا الذي انتفض من ديريك إلى قامشلو و من كوباني إلى عفرين و وصولاً إلى حلب و دمشق على أثر المجزرة المؤلمة التي راح ضحيتها خمسة و ثلاثون شهيداً.

إن هذه المجزرة كانت تالية لمجازر سابقة أرتكبت من قبل الدول القومية في الشرق ألاوسط التي تقوم على العلم الواحد و الدين الواحد و الثقافة, التاريخ و اللغة الواحدة. و التي تتعارض مع خصوصية الشعوب و تسببت في ألازمات على مدى مآئة عام .

فقد بدء اعداء الشعب الكردي بأرتكاب المجازر و القتل الجماعي بحق هذا الشعب الآمن ألذي أراد أن يعيش متمعاً بحقوقه المشروعة و دون أن يكون لديه أية نية في التعدي على حقوق الغير ففي العراق ارتكبه الطاغية صدام حسين آلاف الجرائم في العراق و خاصة بحق الشعب الكردي أنطلاقاً من حملات الأنفال وصولاً إلى الأبادة الجماعية في 16 آذار مجزرة حلبجة حيث استخدم فيها السلاح الكيماوي و كان ضحيتها خمسة آالاف كردي من المدنيين الأبرياء

أن إنتفاضة 12 آذار كانت بتخطيط و تدبير من قبل النظام البعثي في سوريا و قد تم حبك خيوط المؤامرة بشكل محكم و تم تنفيذها من خلال مباراة كرة القدم بين فريقيي الجهاد من قامشلو و الفتوة من دير الزور و ذلك بهدف خلق الفتنة بين الشعب العربي و الشعب الكردي في المنطقة التي يعيش فيها الجميع بأمان و سلام و تعايش مشترك عبر مئات السنين.

و قد تم استغلال ضعاف النفوس كأداة يقوم من خلالها ببث الفوضى و الشغب في الملعب و يتمكن من تحقيق مخططه , و حدث ما حدث من فوضى و استخدام الحجارة  كما قامت السلطات الأمنية بإغلاق الأبواب عندما حاول البعض الخروج من الملعب و ارتكبوا المجزرة بحق الشعب الكردي حينها و في 12آذار نزل ما يقارب 400 الف كردي للمشاركة بمراسيم الشهداء اللذين قضوا على أرض الملعب , حينها تدخلت سلطات النظام ثانية و طلبو نزع الأعلام عن نعوش الشهداء حيث تم لفها بالاعلام الكردية و لكن الشعب رفض ذلك و اصر على بقائها حينها تم الرد بالسلاح و سقط 24 شهيداً اخرين.

وقتها كانت انتفاضة الشعب الكردي بالملايين هذه الأنتفاضة الغاضبة التي إمتدت كالسيل الجارف و خلال تلك المظاهرات سقط أيضاً العديد من الشهداء كما عمت المظاهرات أجزاء كردستان  ألاربعة مرددين شعارات رافضة للظلم و ألاضطهاد و للقمع و الذل

و قد فشلت هذه المؤامرة بحق الشعب الكردي حينها قام النظام بتهدئة الوضع و كانت نتيجة هذه الجريمة استشهاد 35 شهيد و جرح ما يقارب ال 100 شخص و اعتقال الآلاف من المواطنين الكرد الذين تعرضو لأشد أنواع التعذيب .و اثرهذه الحادثة هاجر ما يقارب نصف مليون كردي إلى دمشق كل ذلك نتيجة المضايقات ألامنية.

و عندما بدات الثورة السورية في عام 2011 أدرك الشعب أن النظام البعثي و المعارضة كلاهما  يتحركان بذات الذهنية حينها استطاع الشعب الذي انتج الخط الثالث أن ينظم صفوفه و أن يحمي نفسه من كافة الأخطار و الهجمات التي تعرض لها إذ أن تنظيم الشعب انبثق عنه تأسيس قوة عسكرية من أبناء و بنات المنطقة من وحدات حماية الشعب و وحدات حماية المرأة.ٍٍ

و قد تم تنظيم المجتمع الذي كان أفراده يعيشون مع بعض بتشاركية و أخوة هذا ما ارعب العدو التركي الذي دبّ الرعب و الخوف بداخله نتيجة التطورات التي حصلت على  الشعب الكردي ألذي قطع اشواطاً واسعة في تنظيم  نفسه و إدارة نفسه بنفسه و أرتعد من الفكر الديمقراطي المنتشر في هذه المناطق ممال كان سبباً للهجمات الكثيرة التي شنتها على الشعب الكردي و تذرعت بالكثير من الحجج في سبيل استمرار الهجمات كل ذلك في أطار حرب ألابادة التي يشنها جيش ألاحتلال التركي و مرتزقته للقضاء على الشعب الكردي و للقضاء على الفكر الديمقراطي الذي تبنته شعوب المنطقة بجميع مكوناتها و الحلم بإعادة أمجاد الدولة العثمانية الى الوجود بعد أن زالت و اندثرت فقد قام جيش الأحتلال التركي بمهاجمة عفرين مدينة السلام و الزيتون احتلها متذرعاً بأمنه القومي و أرتكب فيها الفظائع من قتل و تهجير و تدمير و حرق و تغيير ديمغرافي .

كما تابع مسيرته الأحتلالية و قام بأحتلال رأس العين و تل أبيض و قام بتهجير اهلها قسراً من ديارهم و أرتكب بحقهم ابشع الممارسات اللا انسانية و لا زال حتى اليوم يشن هجماته المستمرة علفى الكثير من المناطق الأمنة لأاهدافه الدنيئة بأحتلال المزيد من المدن الأمنة و تهجير أهلها قسراً و ترويعهم و لكن أبطالنا  ابطال قوات سورية الديمقراطية تتصدى و بكل قوة و تواجه الاعتداءات المستمرة و تقوم بدورها بتأمين الحماية لجميع المناطق.

و الهجوم ألاخير على سجن غويران في الحسكة أيضاً تم ألاعداد و التخطيط له من قبل دول عديدة أهمها الدولة التركية و الذي كان يهدف إلى كسر ارادة الشعوب و ضرب المشروع الديمقراطي الذي تبنته شعوب المنطقة و إعادة إحياء داعش مجدداً بعد أن تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من دحره في آخر معاقله في الباغوز و قدمت في سبيل ذلك الآلاف من الشهداء و عشرات الآلاف من الجرحى.

و لكن هذه المؤامرة التي حيكت بدقة متناهية من حيث التخطيط و التنفيذ تم افشالها بفضل بسالة قواتنا  و التضحيات الجسيمة لشهدائنا و وعي شعبنا في الحسكة شعبنا المقاوم الذي حبّ  ومن جميع المكونات لتقديم الدعم و المساندة و ألتف حول قواته العسكرية والأمنية و اثبتو للعالم بأسره بأنه ما من احد يستطيع كسر أرادة الشعوب  هكذا هي الشعوب التواقة للحرية و العيش بأمان فأنها اذا ما تحلت بروح المقاومة و الأصرار الثوري فأنه  من شأنها  أن تجهض أي فعل معادٍ لحرية و إرادة الشعوب
الكاتبة: نوجيان أوجلان

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى