الرئيسيةالقائد

​​​​​​​القائد أوجلان: في 15 آب نهض الشعب من جديد من أجل التحرر الوطني

القائد أوجلان: “في البداية لم يتم تقييم قفزة 15 آب من وجهة نظر عسكرية فقط ، كما يتم اليوم. بل كان الهدف منها الإعلان عن الهوية الكردية التي تم إنكارها تاريخياً وحاضراً”.
تدخل قفزة 15 آب ذكراها السنوية الـ 38، أطلقت الموجة الأولى من الطلقات بقيادة معصوم قورقماز (عكيد) ووصلت اليوم إلى كل ركن من أجزاء كردستان الأربعة. هذه الطلقات الأولى تساهم اليوم في تنوير شعوب الشرق الأوسط والعالم.

يقول القائد عبدالله أجلان حول قفزة 15 آب 1984: “”إن التعبير الأكثر دقة هو تعريف قفزة 15 آب بأنها دفاع عن النفس، دفاع عن حقيقة شعب يراد القضاء عليه بشكل كامل. قد يبدو بمثابة هجوم.، ولكن هي في الأساس يقظة الناس الذين يريدون أن يقولوا “أنا شعب لا تدمرني”. وهي تعتبر بشكل خاص رداً على القمع والاضطهاد في سجن آمد واستجابة لصرخة “لن نتخلى عن وجودنا”، واستجابة ايضاً لمقولة مظلوم دوغان ’يجب أن يصل صوتنا إلى العالم‘، ومقولة محمد خيري دورموش ’لن تستطيعوا إنكار وجودنا‘، لأجل الاستجابة لكل هذه النداءات كان لا بد من الحرب”.

لقد حول انقلاب 12 أيلول العسكري الفاشي سائر البلاد إلى سجن كبير، وبشكل خاص في سجن آمد، حيث تم الحكم على المجتمع بالتعذيب والسجن والإعدام. وفي مثل هذه الظروف انطلقت قفزة 15 آب. حيث أعلن عن تأسيس جيش الكريلا (قوات تحرير كردستان) بقيادة معصوم قورقماز.

مهندس هذه المرحلة، القائد عبدالله أوجلان، أشار على الدوام إلى أن مرحلة قفزة 15 آب تعتبر مرحلة مهمة للغاية بالنسبة لشعوب الشرق الأوسط بشكل عام والشعب الكردي بشكل خاص.

لنقرأ معاً تقييمات القائد عبدالله أجلان حول قفزة 15 آب خلال مراحل مختلفة من تاريخ ثورة الحرية.

يقول القائد عبدالله أوجلان في تحليلاته حول 15 آب: ” في البداية لم يتم تقييم قفزة 15 آب من وجهة نظر عسكرية فقط، كما يتم اليوم. بل كان الهدف منها الإعلان عن الهوية الكردية التي تم إنكارها تاريخياً وحاضراً. وبشكل خاص بعد انقلاب 12 أيلول الفاشي تم انتهاج سياسة التصفية ضد حزب العمال الكردستاني، وكذلك ضد الشعب وفي السجون. وفي نفس الوقت كانت تهدف إلى إظهار أنه لا يمكن للثورة أن تستمر. إن تصاعد العنف المفروض من قبل السلطات منذ بداية تأسيس الحركة وبعد انقلاب 12 أيلول، أظهرت الحاجة إلى الدفاع المسلح وإلى خوض مثل هذه القفزة.”

’قفزة 15 آب كانت استجابة للصرخات القادمة من سجن آمد‘

يقول القائد عبدالله أوجلان إن قفزة 15 كانت استجابة للتعذيب الممارس في سجن آمد وصرخات “لن نتخلى عن وجودنا‘، ويضيف في ذلك: “وكذلك نداءات مظلوم دوغان التي قال فيها ’يجب أن يصل صوتنا على العالم‘، ونداءات محمد خيري دورموش التي قال فيها ’لن تستطيعوا إنكار وجودها‘ وكذلك عناد وإصرار كمال بير حين قال ’تحرر الشعب التركي سيتحقق من خلال نضال حرية الشعب الكردي‘، ولأجل الاستجابة لهذه الصرخات كان لا بد من حرب. حملة الحرب كانت استجابة لحقيقة أنه قد ولّى زمن وعصر الاستعباد والاستغلال المفروض على الشعب، وأنه قد حان زمن الحياة الحرة، في مواجهة القوى الأوليغارشية المستبدة، وبشكل خاص ضد الأوليغارشية التركية والكردية. ولكي يعيش الشعب الكردي بشكل عصري وبكرامة كان لابد من تقديم التضحية. وهذه التضحية كانت هي الحرب الشعبية. وعدا ذلك لا يمكن التحرر من القوى الأوليغارشية والمستبدة التي تحاصرنا من الجهات الأربعة. وإذا خاض الشعب الكردي حربه الخاصة ضد جميع أشكال الإواليغارشية والاستبداد فإنه سوف يصبح شعباً حراً وكريماً”.

ويضيف القائد عبدالله أوجلان: “إن الاعتقالات، وحقيقة الاعتقالات التي تمت بسبب الإهمال وبشكل رخيص، فتحت المجال أمام بروز اليأس. تم التدخل في هذا الوضع، وبدء حقبة جديدة في تاريخ حزب العمال الكردستاني والتي نسميها الحقبة الثالثة، بهدف إفشال وهزيمة الحركة المضادة للثورة، وحالة فقدان الأمل واليأس، ولأجل بث الأمل والانتعاش مرة أخرى. بالتزامن مع الذكرى السنوية الأولى لثورة 15 آب قال رئيس أركان الجيش التركي “لقد تم القضاء على هذه الحركة في الداخل، ومن تبقى منهم هم بقايا السيف. لكن هذه الحركة استطاعت إعادة إنعاش نفسها مرة أخرى في الخارج”، في الحقيقة كان هذا الرأي صحيحاً، ورغم أنه كانت هناك حقبة تاريخية في الداخل في تلك الفترة، ولكن لا بد من الإقدام على خطوات أخرى تعيد الحياة”.

يقول القائد آبو: “بعد الثمانينيات كان للمقاومة والتطورات الأيديولوجية السياسية أهمية كبيرة في التعبير عن الواقع الكردي. لقد كانت خطوة تاريخية قادتنا إلى المقاومة المسلحة وتوجيه الشعب إلى الحرب. في المكان الذي يفرض على الجميع الاستسلام، يمكن لصوت الحقيقة أن يعلو. بدا الكفاح المسلح في أقوى لحظات الحقيقة وأكثرها شرعية، وهذا ما حدث، رغم أنه لم يبدأ بشكل جيد من الناحية التقنية والتكتيكية ، إلا أن قفزة 15 آب عام 1984 كان لها صدى واسع جداً على الصعيد الكردي. الكرد الذين كانوا يرغبون بالشعور بوجودهم، ورغم جميع الصعوبات والمشاكل بدأوا يشاركون بشكل مضطرد في الثورة. إلا أن عمليات 15 آب كانت ضربة ضد النظام الاستعماري الفاشي ونشرت وعززت النضال العادل لوطننا وشعبنا في جميع أنحاء العالم”.

ويتابع القائد آبو حول الموضوع “في تلك الفترة لم يكن بوسع أي قوة مهاجمة هذا النضال والعمليات المشروعة. كانت حملة 15 آب، تعتبر المرة الأولى التي أعد فيها حزبنا نفسه استراتيجياً وبدأ مسيرة النضال”. “حتى لو كان متأخراً وضعيفاً، إلا أنها كانت حملة ثورة كبيرة جداً ضد نظام 12 أيلول تم على أسس الاستعدادات المهمة والمستقبلية في فترة ما بعد مقاومة السجون”.

العديد من الجهات قيّمت وقدّرت أهمية حملة 15 آب. ويضيف القائد آبو في تقييماته: “النضال في كردستان موجود في السابق. وكان هناك استخدام للأسلحة. لكن مرحلة العودة كانت مختلفة عن كل هذا النضال السابق. لقد بدأت بالتنظيم والتحضير والتخطيط ، في النهج الأيديولوجي – السياسي ، في المجتمع الذي تعرضت قواه المحركة للقمع والاضطهاد على مدى سنوات طويلة، في شمال كردستان وقف الشعب مرة أخرى على أقدامهم من أجل التحرر الوطني وكانوا في خضم المقاومة المسلحة.

كان الأمر عبارة عن استخدام الأسلحة بشكل مختلف عن النضالات الأخرى في هذه المنطقة. كان لديها أهداف. تم رؤية العدو وتعريفه. كانت لديها أهداف تريد استهدافها، وغيرت وضعها. لقد أظهرت أنها لم تعد تقبل العبودية والاحتلال والإبادة القومية، واكتسبت القوة والشجاعة للدخول في مقاومة جديدة ضدها. لقد كانت بداية عظيمة ، بداية مهمة جداً، بوعي وتخطيط وتنظيم ، كانت مقاومة جديدة وحديثة في تاريخ مقاومة الشعب الكردي. هناك أيضاً الجانب العسكري لهذا النصر. إنه الأول من نوعه في المجتمع الكردي، أي القتال وفق العلوم والمعارف العسكرية العصرية. هذه الحقيقة يجب ان تؤخذ بعين الاعتبار “.

ويشير القائد عبدالله أوجلان إلى أن لقفزة 15 آب دور كبير على المجتمع وعلى العالم، ويضيف حول الموضوع: “لقد أنعشت قلوب الناس بشكل فعّال، وأنعشت الآمال والحماسة بين فئات المجتمع. الذين كانوا مترددين ومتوجسين، أقنعوا أنفسهم أن ثورتنا سوف تفشل. أسياد الدولة التركية، أرباب الانقلاب في تلك الفترة قالوا ’ ما تبقى هناك هم بقايا السيوف‘ و ’لا أمل كبير يعقد على بقايا السيف‘ إلا أنهم أصيبوا بالصدمة، وتأثروا بشكل جدي وقوي من هذا الظهور من قبل هذه القوة”.

‘لقد أوضحت هذه الخطوة كيفية تحقيق التطور في كردستان’

ويضيف القائد آبو أن حملة الـ 15 من آب كانت بداية نضال منظم ومخطط ، ويتابع تقييمه بالقول : “الجميع بدأ يسعى إلى فهم وتقييم واستيعاب الوضع، وبعد هذا النضال (15 آب)، بدأوا يسعون إلى تغيير سياساتهم المتعلقة بتركيا. إن مقاومة 15 آب التي ظهرت بعد تجربة حيلوان وسيفرك، يعني نضالاً أكثر قوة على نهج مقاومة السجون، وبداية مرحلة نضال جديدة، وبداية تطبيق الممارسة التكتيكية للحزب. ولأن الحزب أصبح يشكل أكبر العوائل في مواجهة نظام 12 أيلول، ودخلت في مرحلة عملية مهمة وكبيرة، فإن هذا يعتبر تطوراً مهماً للغاية وبداية جديدة. تقدم وتطور الكوادر التنظيمية، وانتشار تنظيمات الحرب في جميع الساحات، تحقق انطلاقاً من هذا النصر. هذا النصر أوضح كيفية تحقيق التطور في كردستان، ومن أين ستبدأ، وكيف سيتم ابتكار النصر. لقد أثبت صوابية نهج الحزب والقيادة”.

الابتكار، والدفاع والتحسين الذي تحقق في قفزة 15 آب أثبت أنه تم إحراز تقدم كبير في تدريب الكوادر الذين تم تدريبهم في ساحات لبنان وفلسطين. وأن التدريب والتطبيق العملي قد أدى إلى حدوث حالة تجديد مهمة. من الضروري هنا أن نستذكر الرفيق معصوم قورقماز كممثل للمناضل الحزبي، الذي تمكن من تطبيق النهج التكتيكي للحزب بأكثر السبل فعالية وتأثيراً. الرفيق معصوم هو رمز لتطور الكريلا. ووصفته قيادة الحزب بـ “رمز الحزبية في التحرر الوطني”. كان يقاتل ضد الجيش التركي المحتل وهذا يعني القتال ضد الناتو. لقد نفذ الرفيق معصوم عملية ضد الاحتلال ونفذ عملية بطولية وخلق المقاومة الوطنية. قيادة الحزب وصفت هذه المرحلة بـ “مرحلة البطولة الوطنية”. لقد كانت حركة بطولية خلقت الروح الوطنية وروح المقاومة. في تلك المرحلة ازدهرت وانتعشت الروح الوطنية والبطولة الوطنية”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى